حتمية زوال الكيان المحتل وأنظمة التطبيع بزوال الهيمنة الأمريكية 


🇾🇪  كتبها:  محمد علي الحريشي 

تتساقط الأوراق الأمريكيّة والصهيونية من بعد عملية طوفان الأقصى وتتهاوى ورقة بعد أخرى أمام بأس المؤمنين المجاهدين من قوى محور المقاومة والممانعة والجهاد الذين نزعوا من نفسياتهم ونبذوا الخوف من القوة العظمى الأولى في العالم التي لاتقهر ، القوة الأمريكية التي صنعتها مجموعة من العوامل منها سرقتها الإنتصار على النازية الألمانية في الحرب العالمية الثانية حيث دخلت المعركة في عامها الأخير، ومن عوامل صناعة القوة الأمريكية الإجرام والإبادة الذي خلفه قصفها بقنبلتين ذريتين على مدينتي هيروشيما وناجيزاكي اليابانيتين، ومن عوامل قوة أمريكا تراكم الرأس المال اليهودي وسيطرتها على الإقتصاد العالمي ونهب ثروات الشعوب عبر الشركات العملاقة وعبر عملة الدولار، ومن عوامل القوة الأمريكية سيطرة اليهود وسيطرتها على صناعة الإعلام وتوجيه الرأي العام العالمي والتأثير عليه وبمايحقق رغباتها وأطماعها  ومن عوامل قوة أمريكا سيطرتها على منظمة الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل المنظمات الدولية التي تهيمن عليها وتتحكم في توجهاتها وقراراتها،لكن كل تلك العوامل تجاوزها المجاهدون في قوى محور المقاومة وتخطوها، هاهو الطاغوت الأمريكي يتساقط أمام قوى محور المقاومة في البحرين الأحمر والعربي وفي بلاد الرافدين وبلاد الشام وعلى تخوم قطاع غزة، غزة التي أصبحت منارة للجهاد والصمود والمقاومة ومركز الثقل في دحرجة الغطرسة الأمريكية ونكوصها، مايحدث للبوارج الأمريكية والبريطانية وسفن الشحن من قبل القوات المسلحة اليمنية التي تحاول عبور باب المندب إلى ميناء أم الرشراش المحتل، ماهو إلا دليل على السقوط الأمريكي في وحل حساباته القديمة التي كانت قائمة على التخويف بالقوة العسكرية والتهديد بالحصار الاقتصادي ، الكيان الصهيوني المحتل مستمد وجوده وبقاءه في فلسطين على هالة القوة والطغيان الأمريكي، متى ما تراجع ذلك الطغيان والجبروت وتقهقر إلى الوراء، فإن ذلك يعني زوال الوجود الصهيوني من فلسطين، لن تنفع دولة الكيان المحتل كل علاقات التطبيع والاندماج السياسي والإقتصادي مع عدد من الأنظمة العربية المرتهنة التي بنتها على مراحل وعلى حين غفلة من الوعي والوجود المقاوم العربي ، لأن الأنظمة العربية المرتهنة في الحضن الأمريكي سوف تنتهي وتتلاشى وتزول مع أفول وزوال الهيمنة الأمريكية، عندما تنتهي الحكومات التي طبعت مع الكيان المحتل وينتهي من أرض الواقع فعل التطبيع وأثره في واقع الحياة، فماذا بعد ذلك تنتظر دولة الكيان المحتل؟ حكومة الكيان  والوجود الصهيوني  لديهم الهاجس الأمني الذي يلازم حياتهم ويعرفون إن بقاءهم ووجودهم في أرض فلسطين مرهون بعوامل القوة الأمريكية  هم يعيشون هاجس الخوف الأمني الشديد الذي يوجه كل تصرفاتهم وسلوكهم الهمجي والقمعي مع الشعب الفلسطيني، هم يكابرون ويغالطوا واقعهم الهش والضعيف هم جسم غريب في فلسطين لاتربطهم علاقات نفسية ولاروحية بالأرض هم يستخدمون الإدعاءات التاريخية كوسيلة تبرير ومغالطة لقوانين التاريخ لو كان للمحتلين الصهاينة أي إرتباط حقيقي وعلاقة وجدانية بأرض فلسطين لما عاشوا الهاجس الأمني ولما لجأوا إلى إرتكاب أبشع الجرائم في حق الشعب الفلسطيني
طيلة سنوات الإحتلال،  للأسف أنظمة التطبيع العربية تشارك العدو الصهيوني في القلق والهم وسوء المصير الذي يحدق بوجودها السياسي  عندما يتراجع الدور الأمريكي المهيمن في المنطقة، لذلك لانستغرب إنحياز أنظمة التطبيع العربية إلى جانب أمريكا والكيان الصهيوني في العدوان على الشعب الفلسطيني في غزة بالقصف والدمار والقتل والتجويع والحصار، كل ذلك الدمار والخراب والإبادة الجماعية لم تهتزله شعرة من قبل أنظمة التطبيع ولم يحرك فيهم ضمير، بل هم متواطؤون مع الأمريكي والبريطاني والصهيوني في إبادة الشعب الفلسطيني، لأن أنظمة التطبيع والخنوع والخيانة العربية قد مارست المؤآمرات مع الأمريكي وشاركت ومولت إبادة ملايين العراقيين والسوريين واليمنيين والليبيين واللبنانيين من أجل أن تعيش تلك الأنظمة الخانعة والعميلة وعروش الذل والهوان بعيداً عن كل المنغصات، لتضل تعبث بثروات الأمة العربية وبالسيادة والكرامة العربية لصالح مصاصي دماء العالم من أرباب الشركات الرأس مالية الأمريكية والغربية التي يتربع على قممها اليهود، لايهم الأنظمة العربية العميلة والخائنة إبادة مليوني نسمة من الشعب الفلسطيني، لأنهم أي الأنظمة العربية قد تآمروا على إبادة وقتل أكثر من خمسة ملايين عربي من العراق وسوريا واليمن ولبنان وليبيا، الوجود الصهيوني ووجود أنظمة الخيانة العربية أصبح مترنحاً وفي مرحلة النزول التدريجي نحو النهاية، هناك مؤشرات تقرب هذه الرؤية وهو الإنكفاء الأمريكي وعدم المقدرة على تكوين تحالفات عسكرية في المواجهه مع قوى محور المقاومة، الذين يحملون لواء طوفان الأقصى، هذه النقطة المفصلية كشفت عن حقيقة أمريكا، لم يستفد حكام التطبيع من دروس التاريخ المعاصر لواقع القوة الأمريكية، التي إنهزمت في ادغال وغابات فيتنام أمام  مقاومة شعبية لاتمتلك غير الأسلحة الشخصية، والتي إنهزمت في اسوار هافانا  بكوبا، وإنهزمت في أوحال كوريا الشمالية وجزرها، وفي جبال تورابورا في افغانستان وإنهزمت في الساحل الصومالي، وإنهزمت في جبال اليمن على مدى سبع سنوات من العدوان، كل تلك الهزائم لم تسببها الطائرات الحربية ولا الدبابات الحديثة بل سببتها بندقية صغيرة أو قنبلة صغيرة أو عبوة ناسفة قهرت القوة الأمريكية التي كانت تظن إنها محصنة من الهزائم، اليوم قوى محور المقاومة لم تعد البندقية وحدها ولاالعبوة الناسفة السلاح الذي تواجه به أمريكا وبريطانيا، بل  تطورت القوات التي تمتلكها قوى محور المقاومة بعد أن تحررت من إستيراد السلاح إلى مرحلة التصنيع حتى وصلت إلى مراحل تجاوزت أعقد التكنولوجيا العسكرية الأمريكية، هذا ماحدث للسفينة التجارية البريطانية  قبل عدة أسابيع في البحر الأحمر، وماحدث للسفينة التجارية الأمريكي قبل ثلاثة أيام، من السلاح الذي بات اليمن يمتلكه ويمتلك تقنيات تصنيعة وإنتاجه داخل اليمن وعلى أيدي يمنية، على مدى تسع سنوات عجزت التكنولوجيا الأمريكية وكل أجهزة التجسس التي تمتلكها من تدمير مصنع يمني واحد لإنتاج السلاح، وعلى مدى ستة أشهر عجزت الإمبراطورية الأمريكية من تدمير قاعدة صاروخية واحدة في اليمن، أوالوصول إلى أي معلومةتجسسية تحقق من خلالها إختراق في المواقف اليمنية لصالح خروج الكيان الصهيوني من المأزق الذي أوقعته فيه عملية طوفان الأقصى،لن تستطيع حرف بوصلة التاريخ الذي يقول إن زمن الهيمنة الأمريكية في طريقه إلى النهاية أمام صحوة المارد الإسلامي الذي ينمو ويتصاعد ويتمدد حتى زوال الكيان الصهيوني المحتل، إن ما أكد عليه السيد القائد عبد الملك الحوثي يحفظه الله في خطابة عصر امس «الخميس» وهو إن معركةطوفان الأقصي هي معركة كل قوى محور المقاومة، وإن المقاومة الفلسطينية   ليست وحدها في هذه المعركة المقدسة، وهناك مفاجآت عسكريّة قادمة ينتظرها الأمريكي والبريطاني والصهيوني، سوف يكون لها القول الفصل الذي تتحقق فيه هزيمة المشروع السياسي البريطاني الأمريكي الغربي في المنطقه العربية  المتمثل في الكيان الصهيوني المحتل.
المصدر : admin
المرسل : الناشر الناشر